الإفتتاحية

هذا العام تطفئ أيام قرطاج المسرحية شمعتها الأربعين… أربعون سنة وقاعات الفن الرابع تزدان بالعروض من أجل أن تهب جمهورا وفيا تجارب مسرحية مفعمة بالبحث الفني الإنساني عن القيم الأصيلة ،التي تؤسس لعالم قوامه الأمن والسلام والتعايش في كنف احترام حرمة الذات البشرية رغم اختلاف الفكر واللون والجنس والهوية

نحتت أيام قرطاج المسرحية على امتداد دوراتها السابقة ملحمة فنيّة بمختلف أبعاد وعناصر العرض المسرحي ومثلت موعدا إقليميا و دوليا لاستكشاف تجارب الفن الرابع القادمة من العمقين العربي والإفريقي اللذين شكلا سمة من أبرز سمات أيّام قرطاج المسرحيّة، غير أن دورة هذه العام ستختلف في نكهتها عن دورات سابق الأعوام. ففي هذه الدورة يمتزج الفخر ببلوغ مرحلة النضج بمشاعر الألم والأسى والانشغال

ولأن المسرح في الأصل مقاومة فنية وانتصار للهموم الإنسانية فإن هذه الدورة الأربعين ستكون دورة المساندة و التضامن مع الشعب الفلسطيني في الدّفاع عن حقه المشروع لإسترجاع حقوقه المسلوبة و حقّه في العيش بكرامة

يأتي الفنانون إلى هذه الدورة من إفريقيا ومن العالم العربي ومن كافة أنحاء العالم ليوشحوا اكتمالها بالإصداح بأن المسرح ما بعث في مأساته وملهاته إلا لينشر الفضائل وينتصر لإنسانية الإنسان ويصون كرامته ويــــرسخ حريته بعيــــدا عن كل أفكــــار التّطـــرف و التمييز العنصري

تؤكد الدورة الرابعة والعشرين قرطاج المسرحية مضيها على تأصيل البعد  العربي الإفريقي في برمجتها إيمانا بأن مسارح البلدان المنتمية إلى هذه المنطقة مازالت تجتهد في بحثها الفني عن القيم النبيلة الجامعة للبشرية، وفي المقابل تشرع أبوابها لتحتضن تجارب من باقي أنحاء العالم كي تكتمل فسيفساء الفن الإنساني بكل الألوان

ورغم كل اللوعة والحزن الذي يسكن قلوب الجميع مما يحدث في فلسطين، سيعتلي الفنانون الركح وستمتلئ القاعات بالجماهير في هذه  الدورة وسنملأ الدنيا فنا جميلا لنقول لكل العالم بأننا بهذا الفن نتشبث بالحياة ما استطعنا إليها سبيلا

معز المرابط

مدير الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية